قبل
قليل، شاهدتُ عبر فضائية القدس لقاءً مع المحرر من سجون الاحتلال نعيم
شوامرة، من المشفى الذي يُعالج فيه، بعد عشرين عاماً من الاعتقال..
لم يكن نعيم شوامرة قادراً على الكلام، غير أن الكلمات التي تمكّن من
إخراجها بصعوبة تحدّث فيها عمّن بقي خلفه مريضاً من رفاق القيد، كان أفصحَ
من جَسّد أوجاعهم رغم ذوبان الحروف على شفتيه، لكنّ ألَمَهم تراءى لوحة
ناطقة عبر كلمات نعيم البطيئة الموغلة في الإحساس!
ذاك جانب من
قيم المروءة والشهامة التي تصوغها سنوات الأسر والمحنة المشتركة، فليس
السجنُ شرّاً كلّه، إنما في وجهه الآخر يُبين معادن الرجال، ويراكم نُبلهم
الفريد!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق