الخميس، 23 يناير 2014

قصة قصيرة جداً

طوّقه في ذلك المساء اكتئاب متواصل، ما من شيء كان كفيلاً بنزع فتيل احتراق روحه، لا هالة الاحتفاء التي تحفه حيثما اتجه، لا بساتين قلبه المزروعة بياسمين محبيه، لا الوجوه دائمة التطلع إليه، ولا نجاحاته وإنجازاته التي تتراكم بسرعة فتنسيه طعم الهزائم الصغيرة!

كان غارقاً في اعتقاده بفداحة عجزه، ليس عجزه عن فعل ما يشاء، بل عن قول ما يريد وتفريغ ما يتكدّس في محابره.. خنقته الحرية التي سيّج بها قناعاته حين اكتشف أنها موهومة، ووجدها تضيق في مساحات معينة فلا تتيح له اجتيازها، رأى كيف أنّ الحرية أيضاً يمكن أن تتواطأ ضده فتفصّل له ثوباً بلون واحد ومقاس محدد..

عرف مكمن عزائه، لكنه بقي عاجزاً عن استحضاره، لأن اكتراثه بكلام الآخرين وانطباعاتهم حاصر وعيه، وصدّع جدران شجاعته، وأرغمه على الانصياع!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق